مراحل تطور قواعد البيانات

1-مقدمة حول تطور قواعد البيانات

هذه المادة مستوحاة جزئياً من "هيكلة البيانات: قواعد البيانات وأنظمة إدارتها" في أنظمة معلومات أوستين سي لإدارة الخدمات الصحية.

تتعامل الحاسوبات اليوم مع كم هائل من البيانات، ويمكنها عمل ذلك لأنها أسرع وأفضل من ذي قبل، لكن هناك سبب آخر يجعلنا نبحث ونجد ما نريده في الحاسوبات برغم الكم الهائل من البيانات المخزن بها. وتخيل أننا أثناء البحث أنه علينا أن نفحص كل جزء من البيانات لنحدد هل هو الذي نريد أم لا، ومعنى ذلك أنه يستغرق جزءاً من الثانية لفحص جزء واحد وأنه يستغرق ساعات وربما أيام لبحث ملايين البيانات، فكيف تقوم أجهزة الحاسوب بالبحث في الشبكة العنكبوتية الدولية والرجوع إلينا بالنتيجة التي نريدها في جزء من الثانية؟

الإجابة بسيطة، حيث تتحسن قدراتنا على استخدام البيانات عندما نقدم هيكل أفضل لكيفية تخزين البيانات، وبعدها ليس ضرورياً المرور على جميع البيانات للبحث عن موضوع معين، وكلما زاد هيكل البيانات كلما سهل المرور عبر كم أكبر من البيانات، ويمكن النظر إلى الهيكل على أنه عنوان المعلومة. وكلما كان العنوان محدداً كلما كان من السهل الوصول إلى المعلومة حتى بدون المرور على البيوت المجاورة. وبالمثل فإن هيكل البيانات يخبر الحاسوب عن موضع البحث عنها وتجنب الجهد غير الضروري.

كما لك أن تتعجب كيف أن البحث في الإنترنت يعود إلينا بعناوين الصفحات الرئيسية التي تحتوى على الكلمة وبسرعة فائقة، والإجابة هي أن العناوين تم تخزينها تحت قائمة من الكلمات مرتبة ترتيباً أبجدياً، فعندما تدخل كلمة البحث يقوم الحاسوب بالقفز إلى الصف المناسب من الجدول دون معالجة البيانات بالصفوف الأخرى، ومن هنا فمن الممكن تصفح قواعد البيانات الضخمة في جزء من الثانية.

وفي هذا الباب نقدم مجموعة من الطرق التي يتم بها وضع الهيكل في البيانات، وهناك ثلاثة أشكال أساسية من قواعد البيانات هي: المسطحة، والمتصلة، والتسلسلية، وننهي الباب بمناقشة قواعد البيانات التي لا يوجد بها بيانات حيث يتم الاحتفاظ بهيكل البيانات دون وجود بيانات.

قواعد البيانات المسطحة
النموذج المسطح من قواعد البيانات يوجد به أقل كمية من الهيكل، وهي بشكل نمطي تتكون من جدول كبير بحيث يكون الصف الأول عبارة عن قائمة المتغيرات والصفوف التالية تحتوي على البيانات، وكل حالة لها صف من البيانات، والكثير من الإحصائيات تستخدم النماذج المسطحة.
وفيما يلي نموذج لملف مسطح عن الطلاب داخل الفصل:
رقم الطالب الاسم درجة منتصف الفصل الدراسي الدرجة النهائية العنوان كود المنطقة ... ... ...
4561 علي صفائي ب أ 1311 مانور بارك 22101 ... ... ...
7878 مايك سميس ج ب 1619 شارع أوزكان 44115 ... ... ...
8954 مايك سميس جار. أ ج 2121 أوكليد 563 22101 ... ... ...
الجدول 1: مثال للملف المسطح

المميزات
الغالبية من البرامج بها وصول مجاني إلى ملفات البيانات المسطحة، وفي عدد قليل من الحالات تؤدي قواعد البيانات المسطحة عملها بشكل أسرع.

العيوب
قواعد البيانات المسطحة تهدر مساحة التخزين الموجودة بالحاسوب عبر طلبها حفظ البيانات على أجزاء لن تكون متاحة بشكل منطقي، على سبيل المثال، إذا قمنا بحفظ البيانات في شكل كود المنطقة، فإن الملفات المسطحة تتطلب منا إدخال بيانات مفقودة لكود المنطقة بالدول الأجنبية، وقواعد البيانات التسلسلية والهيكلية تتجنب هذه المشكلة عبر تعريف جداول مختلفة لمجموعات من الدول التي لا يتوفر كود لها، وهكذا فإن الملفات المسطحة تحتفظ ببدائل كثيرة من البيانات مليئة بالمعلومات المفقودة، وعندما يكون حجم قاعدة البيانات كبير فإن البحث خلالها يستغرق وقتاً أطول.

قواعد البيانات المسطحة لا تؤدي إلى أسئلة بحث معقدة من شأنها تقسيم القاعدة أكثر من ذلك، على سبيل المثال، في الملف المسطح عن الطلاب سيكون من الصعب إيجاد جميع الطلاب الذين يقيمون في كود منطقة معينة وحصلوا على الدرجة (ج). ومثل هذا البحث سوف يتطلب مرور متكرر على البيانات، ربما يقوم المرور الأول بتحديد جميع الطلاب المقيمين في كود منطقة معينة، وفي المرة الثانية ربما يحدد الطلاب الحاصلين على درجة (ج) وفي المرة الثالثة ربما يجد الطلاب من المجموعتين. ومثل هذا الدخول المتعدد إلى البيانات يعتبر غير كفئ كما أنه يستغرق مدد زمنية أطول. وإذا كانت العبارة بسيطة (إذا كان كود المنطقة يساوي 22101 فإن...) فإن برنامج الحاسوب يستغرق جزء من الثانية للوصل إليها، وطرق البحث الفعال هامة بالنسبة لقواعد البيانات الكبيرة.
--------------
قواعد البيانات المتصلة
يتم تخزين سجل مع مجالات متصلة على شكل بيانات في قواعد البيانات المتصلة، وجميع الأجزاء على السجل متصلة مع بعضها البعض، وهكذا، فيمكن للشخص تسجيل بيانات عن المرضى الذين لديهم سجلات طبية بالطريقة التالية:
• قيد البيانات: رقم تحقيق شخصية المريض
• قيد البيانات: رقم السجل الطبي
• قيد البيانات: الاسم الأول
هذه المعلومات في جوهرها توضح رقم تحقيق شخصية المريض واسمه ورقم السجل الطبي الخاص بنفس الشخص، ولكي يتم تخزين كل قيود المعلومات والعلاقات بينها بشكل أكثر فاعلية فإن المعلومات المتصلة يتم حفظها في شكل جداول، الصف الأول من الجدول يوضح اسم المتغيرات بينما تحتوي الصفوف التالية على بيانات. وجميع البنود في نفس الصف عادة ما تكون متصلة وتنتمي إلى نفس الحالة، وأحد أعمدة الجدول يتم التعامل معه على أنه مفتاح الجدول، والأرقام والأحرف في هذا العمود تتوافق مع بنود في جداول أخرى، وهكذا فمن الممكن الانتقال من جدول إلى آخر.

ولا تحتاج الجداول في قواعد البيانات المتصلة أن تكون بنفس الحجم لكنها جميعاً بحاجة إلى عمود رئيسي يقوم بربطها مع بعضها البعض ويكون هو الوحيد الذي يعطي تعريفاً للمكونات بداخل الجدول.

مثال
فيما يلي مثال لجدول درجات لنفس النموذج في الملفات المسطحة:
رقم الطالب
العمود الرئيسي الاسم منتصف الفصل النهائي
4561 على غاديري ب أ
7878 مايك سميس ج ب
8954 مايك سميس جار أ ج
الجدول 2: جدول بخصوص "درجات الطلاب".

هذا نموذج آخر لجدول إضافي بخصوص معلومات الاتصال:
رقم الطالب
العمود الرئيسي العنوان المنطقة
8954 2121 أوكليد 563 22101
4561 1311 مانور بارك 22101
7878 1619 شارع أوزكان 44115
الجدول 3: "معلومات الاتصال بالطلاب"

وعند إجراء بحث فإن قاعدة البيانات المتصلة تقوم بالبحث في جداولها للحصول على الإجابة، وفي الغالب ما تتضمن هذه الإجابة معلومات متداخلة مع بعضها البعض من عدة جداول، على سبيل المثال، البحث عن أسماء الطلاب الحاصلين على الدرجة (أ) يمكن الحصول على إجابة له من جدول الدرجات، والبحث عن الدرجات لطلاب من كود المنطقة 22101 يجب أن تتم الإجابة عليه من كلا الجدولين.

هل يمكنك أن تحاول الإجابة على هذا السؤال: ما هي متوسط الدرجة النهائية للطلاب من كود المنطقة 22101؟ هل لاحظت كيف تنتقل من جدول إلى آخر للحصول على الإجابة، فأنت تستخدم القاسم المشترك بين الجدولين للحصول على المعلومات في الجدول الآخر.

العيوب
قاعدة البيانات المتصلة تجعل الحياة صعبة لمصممي قاعدة البيانات لكنها تجعلها سهلة بالنسبة لمستخدمي قاعدة البيانات، فهي أصعب بالنسبة للمصمم بسبب توقع العديد من العلاقات، وهي أسهل للمستخدم لأنه يمكن الحصول على البيانات من عدة مناظير مختلفة.

إضافة إلى ذلك، فإذا تم تعريف الجداول بشكل مناسب فمن الممكن تجنب إدخال البيانات المفقودة للمتغيرات والتي تكون غير ممكنة منطقياً، وهذا يساعد في سرعة عملية إدخال البيانات ومعالجتها.

كما أنه من السهل تعديل قاعدة البيانات المتصلة حيث أن إضافة مفاهيم جديدة يعني إضافة جداول جديدة وليس تغيير الجداول القديمة.
-----------

قواعد البيانات التسلسلية
نماذج قاعدة البيانات التسلسلية هي أحد أنواع نماذج البيانات المتصلة والتي تكون العلاقة فيها بين أي قيدين متجاورين أشبه بعلاقة الرجل بولده، ونماذج قاعدة البيانات التسلسلية تشبه تركيبة الشجر الدائرية (الهياكل الإرشادية للشجرة التي لا تحتوي على ممرات دائرية).
مثال
دليل الملفات الموجود على سطح المكتب هو نموذج لنظام قاعدة البيانات التسلسلية، وربما يحتوي المجلد على مجلدات أخرى والتي ربما تحتوي بدورها على ملفات أخرى تحتوي على بيانات.

المميزات
في النماذج التسلسلية، يرث الأبناء العلاقات والخصائص من أبائهم، وأي إجراء على الأب يؤثر على الابن، فإذا أعطيت أوامرك للحاسوب بأن يقوم بإجراء ما على المجلد فإن هذا الإجراء يؤثر على جميع المجلدات والملفات الموجودة بداخله، على سبيل المثال، إذا قمت بحذف المجلد الرئيسي فإنك سوف تحذف جميع المجلدات والملفات الموجودة بداخله، وهذه الخاصية توفر وقتاً بالنسبة للشخص الذي يحافظ على البيانات.

وفي بعض الحالات وعندما تكون العلاقة في العالم الطبيعي المزمع عملها في نموذج تكون غير تسلسلية فإنه من الصعب توليف هذه العلاقات في نموذج قاعدة بيانات تسلسلية، وفي هذه الحالات فإن الإجراء على الأب ليس بالضرورة أن يتم على الابن أيضاً.
------------

قواعد البيانات الموزعة

الغالبية من قواعد البيانات توجد فعلياً في مكان واحد، ويمكن نقل نسخة منها إلى مكان آخر لكن مكونات قاعدة البيانات لا يتم المحافظة عليها في أماكن مختلفة، وفي قواعد البيانات الموزعة نجد أن البيانات يتم حفظها بإعدادات مختلفة وعلى أجهزة حاسوب مختلفة أيضاً، وواحد أو أكثر من الحاسوب المركزي يقوم بالمحافظة على الفهارس الخاصة بموقع البيانات، وباستخدام عناوين البيانات يمكن لأجهزة الحاسوب الاتصال والحصول على المعلومات المطلوبة.
ولا تحتاج قواعد البيانات الموزعة فقط إلى عناوين عن مواقع البيانات لكنها أيضاً بحاجة إلى محاولة فحص لمن قام بتحديث البيانات أو استرجاعها. كما أن مراجعة البيانات مطلوبة من أجل تحديد الأخطاء في النظام ومن أجل أن نفهم أين يمكن تجزئة سرية النظام. وعندما يقوم حاسوب بطلب بيانات من آخر فيتم إنشاء محاولة فحص عن طريق تخزين من قام بإرسال بيانات ومتى وأين. وعندما يقوم الحاسوب بتمرير البيانات إلى حاسوب آخر فإن البيانات بالحاسوب الأصلي تصبح بحاجة إلى تحديث، وكلما زاد عدد الأجهزة المتلقية للبيانات فإن مهمة الفحص تصبح أصعب، وفي نقطة معينة (من ناحية نظرية على الأقل) يصبح من الضروري إيقاف الحاسوب الأصلي من تحديث مرور البيانات.

مثال
وثمة نموذج جيد لقاعدة البيانات الموزعة هو صفحات الشبكة العنكبوتية الدولية، يتم حفظ صفحات البيانات هذه على العديد من أجهزة الحاسوب، ويشار إليها في الغالب على أنها مخدمات الشبكة، وعنوان كل ملف هو عنوان الموقع الذي أدخلته عندما تريد مطالعة الصفحة، عنوان الموقع هذا يعتبر فهرس لصفحات الشبكة، والحاسوبات المركزية تحتفظ ببداية هذه العنوانين والتي تسمى "مجالات" أو دومينز بينما تحتفظ مخدمات الشبكة بالعنوانين التفصيلية.

وعند البحث في قاعدة بيانات موزعة فلا بد من حدوث خطوتين: الأولى هي البرنامج والذي يسمى أحياناً الواصلة، يجب أن يفهرس محتويات قواعد البيانات، ثم برنامج آخر يسمى محرك البحث سيقوم بالبحث في الفهارس عن طلبك، وعندما يجد العنوان المطابق لما طلبت فيتم استخدام الفهرس لإيجاد عنوان البيانات. وهذا العنوان يتم تقديمه إلى المحرك الذي يقوم بتجميع قائمة من أجلك، وعندما تضغط على الجزء المحدد من قبل محرك البحث فإنك بهذا تستخدم العنوان لاسترجاع عناصر البيانات التي وجدها.


المميزات والعيوب
على مدير نظام المعلومات أن يتخذ قرارات بشأن استخدام قواعد البيانات المركزية أو اللامركزية على أساس عدد من النقاط نجملها فيما يلي:
• قواعد البيانات اللامركزية تقوم بتبادل الملفات ومن ثم ربما تقوم بتبادل ملفات معطوبة أو بها فيروس ربما يؤثر على النظام ككل، ومن الصعب المحافظة على نظام الأمان في قواعد البيانات من هذا النوع، ومع ذلك فإن الجزء الخاص بأنظمة معلومات قواعد البيانات التي لا توجد بها بيانات يناقش كيفية استخدام هذه الأنظمة لإنشاء تبادل معلوماتي آمن.
• في قواعد البيانات اللامركزية يجب أن يتم الاتفاق مسبقاً على نوعية المعلومات التي يتم تبادلها وعمليه طلب البيانات واتفاقية تحديث البيانات، كما يجب وضع خطة لتحديث العمليات.
• ربما يتم فقد جميع البيانات بسبب عدم وجود نسخة بديلة أو وجود نسخة بديلة غير كافية من قاعدة البيانات اللامركزية، في حين أن فقدان البيانات في أنظمة البيانات الموزعة يقتصر على الأقطاب التي تأثرت.
• تعتبر قواعد البيانات اللامركزية أكثر مرونة وتسمح لعدد من الوحدات بتحديث البيانات والاحتفاظ بها، وفي نفس الوقت فإن هذه المرونة الزائدة تؤدي إلى مخاطرة قيام أحد الوحدات بعمل تغيرات تحد من إمكانية الوصول إليها من قبل الآخرين.
• عند اشتراك مجموعات وأنظمة مختلفة في الاحتفاظ بالبيانات فهناك فرصة أكبر لظهور اختلافات في جودة البيانات، وتحتاج قاعدة البيانات اللامركزية إلى إجراءات لتحديد جودة (دقة، حداثة، اعتمادية...الخ) البيانات.
-------------

قواعد البيانات التي لا توجد بها بيانات
ومن زاوية تاريخية، فإن تصميم أنظمة المعلومات وخاصة أنظمة المعلومات الأهلية قد ركز على إنشاء قواعد بيانات عملاقة تحتوي على كافة العمليات عن المريض والتي يمكن للطبيب من خلالها استرجاع جزء من قاعدة البيانات حسبما هو مسموح له بالوصول، وقواعد البيانات العملاقة هذه مكلفة جداً في الإنشاء والصيانة، حيث أنها تتطلب عمل على مدار 24 ساعة يومياً و 7 أيام في الأسبوع، ودرجة عالية من الأمان، وتنسيق موسع ومستمر لمكونات البيانات من خلال الأنظمة الحديثة الموجودة وكذلك الأنظمة القديمة بالإضافة إلى مجموعة من العاملين المدربين للمحافظة على قاعدة البيانات.

علاوة على ذلك فإن تصميم السجلات القومية وقواعد البيانات يخلق مشكلات معقدة بخصوص سرية معلومات المريض وسجله الطبي، وفي كل أنحاء العالم فإن القوانين المحلية وقوانين الولاية تتطلب موافقة المريض قبل الإفصاح عن محتويات سجله الطبي للآخرين. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يناقش الكونجرس الموافقة على قوانين فدرالية موجودة بالفعل من شأنها أن تحدد طبيعة الموافقة الملائمة. وحتى تكون ذات معنى فإن موافقة المريض يجب أن تكون بشأن الإفصاح لمنظمة معينة ولغرض معين وتكون محددة بمدة زمنية، والسجلات القومية تسخر من الموافقة ذات المعنى، ويُطلب من المريض الموافقة على الإفصاح عن المعلومات لوسيط ربما يقوم بنقلها للآخرين والذين ربما يقومون بدورهم بنقلها إلى آخرين، والمريض لا يعرف كيف ومتى يتم استخدام المعلومات فعلياً، ومن هنا فإن الموافقة المقدمة ليست إفصاح معلوماتي عن المعلومات الطبية، على سبيل المثال، البيانات من سجلات التحصين ربما تظهر في حالات دعوى الحضانة بالمحكمة بدون الحصول على الموافقة من الراعي الحالي، والقليل من الآباء يوافقون على الإفصاح عن معلومات إلى قاعدة البيانات القومية أو الإقليمية معتقدين أنه يمكن استخدام هذه المعلومات مستقبلاً لإثبات أنهم أباء غير مناسبين.

هناك أيضاً مشكلات أخرى في عملية الحصول على الموافقة حالياً، وفي العديد من الولايات فإن الموافقة غير المحددة تعتبر غير قانونية، والقانون المحلي وقانون الولاية يحتمان أن تكون الموافقة محددة بزمن، ومن هنا فإن السجلات الوطنية والإقليمية تواجه مشكلة عملية وتشغيلية، ويمكنهم تخزين المعلومات عن مريض لمدة زمنية محددة، وعندما تنتهي هذه المدة فيصبح غير مسموح لهم بالإفصاح عن هذه المعلومات للغير.

وفي النهاية، فإن مشكلة إدارة البيانات بعد الإفصاح عنها تخلق مشكلات كبيرة وربما غير حقيقية، على سبيل المثال، لنعرف من المسئول عن الإفصاح غير القانوني للمعلومات الطبية، فمن المهم تتبع المعلومات بأثر رجعي من مصدرها، وعلى فرض أن مجموعة من المؤسسات قد حصلت على هذه البيانات وأفصحت عنها لبعضها البعض قبل موعد انتهاء الإفصاح، فيصبح الفرد ملزماً بتتبع كم كبير من البيانات. ومن هنا فإن الشخص الذي يقوم بإنشاء قاعدة بيانات طبية كبيرة عليه ألا ينشأ قاعدة البيانات فقط ولكن أن ينشأ قاعدة أخرى مساوية لها عن أشكال الإفصاح عن المعلومات.

والمشكلات الخاصة بتكلفة التشغيل والصعوبات المتعلقة بالمحافظة على السرية والخصوصية للمريض قد شجعتنا على اقتراح طريقة بديلة.

مكونات نظام المعلومات الذي لا يوجد به بيانات
لا يحتوى نظام المعلومات الذي لا يوجد به بيانات على بيانات مركزية ويعتمد على قواعد البيانات الموزعة، ويعتمد نظام المعلومات الذي لا يوجد به بيانات على الاتصال السريع لتشكيل البيانات وقت الحاجة إليها، كما أنه لا يتطلب أي أجهزة إضافية، ويعتمد على الأجهزة الموجودة في العيادات والمعاهد الصحية، وتوجد ثلاث مكونات لنظام المعلومات الذي لا يوجد به بيانات:
• ديكودر (محلل رموز) هذا البرنامج موجود في قاعدة بيانات العيادات والمراكز الطبية المشاركة، يقوم بقراءة وتحليل هيكل السجلات الطبية الخاصة بالعيادة، ويستخدم خصائص معروفة للبيانات، معايير محلية ودولية للبيانات، وشكل البيانات الذي تقدمه العيادة ليقوم بفك شفرة شكل هيكلة البيانات. وعندما ينتهي من فهم هيكل البيانات يقوم بإرسال رسالة إلى الوحدات الأخرى بخصوص رغبته في المشاركة في أنظمة المعلومات التي لا توجد بها بيانات.
• موصل: هذا البرنامج موجود في قاعدة بيانات العيادات والمراكز الطبية المشاركة، ويقوم بالتأكد من الحصول على موافقة المريض، وطبيعة المعلومات المطلوب الحصول عليها، واقتراحات المريض والنظام عن مكان البحث عن هذه البيانات. هذا البرنامج يقوم بالاتصال بجميع المواقع التي بها ديكودر تقرير وتجميع البيانات، وتشمل إمكانية التفسيرات المختلفة لنفس البيانات في مواقع مختلفة، وهذه المعلومات التي قام البرنامج بتجميعها هي للاستخدام مرة واحدة فقط ويتم مسحها بعد الاستخدام.
• تحليل: هذا البرنامج موجود في قاعدة بيانات العيادات والمراكز الطبية المشاركة، وهو يسمح لمستخدم نظام المعلومات بتحديد كيفية تقديم البيانات بعد جمعها، وهل يتم استخدام استراتيجيات نمذجة لجمع أكثر من حالة لتحليل السياسة، وكيف يمكن تلخيص وتحليل البيانات.

وباستخدام هذه المكونات الثلاثة، فإن أي عيادة أو وكالة حكومية لديها موافقة من المريض يمكنها وبسرعة الحصول من أجهزة أخرى على معلومات المريض وتحليلها، وعندما يظهر المريض في عيادة يتم أخذ الموافقة واتصال الشبكة وتجميع البيانات اللازمة مع بعضها البعض، وعند مراجعة البيانات يتم مسح المعلومات مما يقلل من أي إمكانية الإفصاح غير المتعمد أو الحاجة إلى إدارة البيانات بعد الإفصاح.

وعندما تكون المعلومات المطلوبة عن مجموعة من المرضى –مثل الحاجة إلى عمل تحليل للسياسة- فإنه من الصعب الحصول على موافقة جميع المرضى، علاوة على ذلك فإنه يمكن استخدام مجموعة تقارير بطرق ربما تؤدي إلى ضرر بالمؤسسة التي قامت بجمع وتخزين هذه البيانات، على سبيل المثال، ربما لا ترغب المؤسسات في توضيح من أي يأتي عملائها ومرضاها خوفاً من أن يقوم منافسيهم باستخدام هذه البيانات للتغلب عليهم، ويجب أن يتم ترتيب نظام المعلومات الذي لا توجد به بيانات بشكل يمنع خروج أي تقارير من المؤسسة دون موافقة المؤسسة ذاتها.

وعند الحصول على مجموعة من التقارير من مؤسسة وعن عدد من المرضى فإن قاعدة البيانات يمكنها حذف معلومات المريض والمؤسسة قبل الإفصاح عن البيانات، على سبيل المثال، إذا أراد معد السياسة معرفة عدد الأشخاص المحصنين في الوقت المناسب بهذه المنطقة، فيمكنه أن يطلب من النظام نماذج من سجل المواليد الجديدة، وأن يطلب معلومات عن بعض النماذج المحددة، يخلط البيانات الخاصة بالحالات، يحذف المحددين، يقوم بحساب ملخص الإحصائيات المطلوبة، ويقدم المعلومات لمرة واحدة لواضع الخطة، ويتم تقديم البيانات بدون موافقة فقط إذا شمل النموذج عدد من المؤسسات والمرضي.

والمميزات الأساسية لأنظمة المعلومات التي لا توجد بها بيانات هي:
• هذا النظام أقل تكلفة من السجلات المركزية حيث أنه لا يحتاج إلى معدات جديدة وعدد بسيط من العاملين.
• لا يتطلب استخدام النظام موافقات غير واضحة ومحددة بمدة زمنية من المرضى، يقوم المريض بإعطاء الموافقة إلى الشبكة لدمج البيانات بشأن استخدام معين ولفترة زمنية فورية.
• لا يتطلب النظام تكرار نسخة من البيانات في قواعد بيانات مختلفة، فهو يستخدم المتوفر فقط، ويمكن للحكومات المحلية أن تصب اهتمامها على تطوير المتوفر وجودة البيانات الموجودة لدى العيادات والمراكز الطبية.

مثال
عند استخدام الشبكة العنكبوتية الدولية تكون المعلومات مخزنة في الكمبيوتر، بمعنى أنه يتم تنزيل البيانات للاستخدام المؤقت وتنتهي بعد ذلك، ويتمتع المتصفح بالعديد من خصائص نظام المعلومات الذي لا توجد به بيانات، ويعتمد بشكل كبير على البيانات الموزعة، كما يعتمد على أدوات الاتصال لجمع البيانات ويقوم بحذف البيانات بعد الاستخدام. وإذا تم تطوير المتصفح لشمل بعض الخصائص المذكورة أعلاه فإنه سيصبح فعلاً نظام المعلومات الذي لا يحتوي على بيانات. على سبيل المثال، يجب أن يحتوي على ديكودر للوصول إلى الأنظمة القديمة، ويجب ألا يسمح بنسخ المعلومات، ويجب أن يسمح بمجموعة من المعلومات بدون الموافقة ولكن يقوم بحذف المؤسسات أو المرضى الذين تم تحديدهم، كما يجب أن يسمح بمزيد من تحليل البيانات. وفي ظل هذه الظروف فإن المتصفحات الموجودة حالياً سوف تصبح ما نفكر فيه عندما نتكلم عن أنظمة المعلومات التي لا توجد بها بيانات.

ويمكن لنظام المعلومات الذي لا توجد به بيانات القيام بتطوير جذري لسجلات التحصين في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام كل من مركز الرقابة على الأمراض ومؤسسة روبيرت وود جونسون بتمويل عمل عدد من سجلات التحصين في الولايات المتحدة الأمريكية، هذه السجلات تواجه عدداً من المشاكل والقصور مثل تلك الموجودة في السجلات التقليدية، والمشكلة الأساسية هي كيفية الحصول على موافقة المريض، وثمة مشكلة أخرى وهي كيفية المحافظة على هذه العمليات بعد انتهاء التمويل الممنوح منهم، وسجلات المعلومات التي لا توجد بها بيانات والمقترحة هنا تحل مشكلة التكلفة ومشكلة الآمان. ويمكن إنشاء شبكة قومية أو مجموعة شبكات لنشر البيانات عند الطلب.













الأسئلة
ماذا تعرف؟
المتعلمين رفيعي المستوى مثلك يكونوا في الغالب بحاجة إلى طرق مختلف لفهم الموضوع، والقراءة هي أحد طرق الفهم، وهناك طريقة أخرى هي من خلال الكتابة، وعندما تكتب فأنت تتذكر ما كتبته ليس هذا فقط لكنك ربما تتدخل فيما قراءته من قبل، برجاء تكملة الأسئلة التقيمية التالية:
1. اعمل قائمة بمميزات قواعد البيانات المسطحة والمتصلة والتسلسلية.
2. باستخدام الجداول الواردة بهذه المحاضرة، ما هي أكواد المنطقة للطلاب الحاصلين على الدرجة (أ)، صف خطوة بخطوة أي الجداول قمت بالبحث فيها وما هي المعلومات التي استخدمتها للحصول على إجابة لهذا السؤال؟
3. كيف أن قواعد البيانات المتصلة تتجنب إدخال المعلومات المفقودة للمتغيرات المفقودة منطقياً.
4. ادخل البيانات الموجودة بالجداول 2 و 3 في برنامج Access انظر كيف تبدأ البرنامج وعمل جدول، كيف تقوم بعمل جدول بإدخال البيانات في برنامج Access. ولكي تقدم تقريراً عن عملك، خذ صورة من الشاشة عبر الضغط على الزر "تحكم" والزر "طباعة الشاشة" وبمجرد أخذ الصورة اذهب إلى برنامج Word والصقها هناك.